المرأة القارئة FOR DUMMIES

المرأة القارئة for Dummies

المرأة القارئة for Dummies

Blog Article



حديثنا الآن عن المرأة التي لا ترى في الرجل خطورة على ذاتها وتفردها واختلافها، حتى وإن بلغ عتيه في الذكورية والقمع، فذاتها تشرق بذاتها وعطاؤها يشيد بكينونتها، فهي لا تحتاج من الرجل عرفانا بأنها تماثله وتشاركه في شؤون حياتها لأنها تفعل حقا، إن الذكوري شخص معتل الفهم تراه القارئة كما ترى أي مريض تبقى أعراضه قزمة على أن تنال من شغفها.

إن المرأة القارئة تعي جيداً أن خطاب الصراع بينها وبين الرجل ما هو إلا تضليل لها عن غاياتها، فمعلمها العميق والراسخ هو أسرتها بل وقد تتلخص إحدى أمنياتها بسلسلة كتب لكاتبها المفضل مرفوقة بوردة افتراضية! نعم افتراضية، فهي رغم شغفها برائحة الأوراق إلا أنها تكون أسعد حين تجد من يشاركها شغف الصفحات ومعانيها، فالحب عند القارئة هو ذلك التراشق الموسوم بالمعاني والكلمات والاقتباسات المغرية من الكتب، وأكبر فتنتها هي أن تكون الكلمات من إنتاج محبوبها بعد أن صقلته كثرة المطالعة، قد يكون أيضاً غاية سؤلها أن يكون لها مركز للبحث تتشارك وإياه مشروعه فيغرقان سويا في الكتب والنهل من مباحثها، وعائلة تلقمها الشغف قطرة قطرة.

من الممكن أن تشعل المرأة أصابعها العشرة للرجل شموع، في حالة واحدة فقط، إذا أحست أنّه يستحق أن تحرق أصابعها من أجله، ولا يكفيها إحراق الأصابع، بل من الممكن أن تحرق عمرها من أجله.

إن قوة المرأة ليست في قسوتها، وإنما في مقدار حنانها وفيض مشاعرها، وسخائها في العطاء، وقدرتها على بناء وطن آمن لكل من حولها.

حتى اليوم، عندما أقرأ، ألاحظ بسرور عندما اختار المؤلف كلمة معينة، ومكانًا معينًا، للصورة التي سينقلها إلى القارئ. روث بدر جينسبيرغ

انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة

ومن حيث إن اللوحة لا تحتوي على أدوات الكتابة أو أقلام وأوراق، فإن القراءة تبدو موجهة بدافع الشغف، لا لدراسة أكاديمية؛ ويؤيد تلك الفرضية حجم الكتاب الصغير الدال على رواج الروايات التي انتشرت أواخر القرن الثامن عشر.

إنّ قوة المرأة تكون في قوة شخصيتها، فإنّ الشخصية هي التي تعكس ما بداخلنا.

وإذ تبدو الدموع في المسيحية جزءاً لا يتجزأ من طقوس البكاء على المسيح، يتساءل القديس أوغسطين عما إذا كانت الدموع تستمد حلاوتها من الاعتقاد بأنها مرئية من قبل الله، فيما يقر توما الأكويني بأن ذرفها بكثرة هو ما يخفف المعاناة ويتيح الحصول على النعمة.

لا شكّ في أنّ حال الثقافة في عالمنا العربيّ لا يسرّ حبيبًا، فالشعوب العربيّة تقبع في ذيل قائمة الشعوب القارئة في العالم، ما يُحتّم علينا إيجاد حلول عاجلة لإرجاع العالم العربيّ إلى مكانته الحضاريّة التي تليق بتاريخه.

ليست اللغة الأدبية طريقاً لتحرير المخيال عند المرأة المثقفة فقط، ولكنها أيضاً الطريق الذي يحرر الجسد الأنثوي من الخنوع الجنساوي الذكوري التفريخي، فالمرأة التي تقرأ الكتب الأدبية الجيدة تتشكل لديها أرضية فلسفية لاستعادة جسدها والتصرف فيه كما يحلو لها، فهو ملكيتها الخاصة المطلقة، لذا تحرره من هيمنة أيديولوجيا الذكورة الاستهلاكية، بهذا المعنى، فالقراءة الأدبية تنقل فلسفياً وسلوكياً جسد المرأة إلى منطقة المساواة الجنسية، المساواة في الرغبة، ومن خلال القراءة تخرج المرأة المثقفة جسدها من مربع "المرأة السهلة" إلى مربع الجسد الأنثوي الذي تتحقق فيه الأبعاد الإنسانية والجمالية، فإن الجسد الأنثوي المثقف الذي تحرره لغة الأدب يتعامل بندية مع الجسد الذكوري، إذ تصبح له مقاومة طبيعية لكل أشكال الهيمنة التي يحملها الرجل في عقله والمتراكمة عبر تاريخ الذكورة والعنصرية نور الجنسية.

المرأة القوية هي التي تستطيع المحافظة على استقلالية شخصيتها، دون محاولة التحكم بالآخرين، والتي تتحكم بالآخرين هي امرأة مسيطرة لا قوية.

"إن المرأة التي تقرأ، لا تستطيع أن تحب بسهولة، إنها فقط تبحث عن نظيرها الروحي الذي يشبه تفاصيلها الصغيرة". دوستويفسكي

اشترك مجاناً في نشرة جوَّك الإلكترونية للبقاء على اطلاع دائم بآخر المستجدات تابعونا على

Report this page